ما هي
الفتنة الكبرى وما أسبابها؟هي
الفتنة التي تسببت بمقتل عثمان بن عفان، في سنة 35 للهجرة، ومزقت هذه
الفتنة وحدة المسلمين، في بدء قيام أمة المسلمين الكبيرة، وكانت بداية المؤامرة على الخليفة الثالث، واستمرت إلى خلافة علي بن أبي طالب؛ وفيها تفتت الأمة، وانقسمت وحدتها، وتنازعوا، وأدت
الفتنة إلى مقتل العديد من الصحابة.ونشأت
الفتنة من تزاحم الأغنياء على السلطة ومن تزاحمهم على الغنى، ومن حسد هؤلاء الناس لبعضهم البعض؛ ومن أسباب
الفتنة ما يأتي:عبد الله بن سبأ من الذين جعلوا الخلاف بين المسلمين وأوقدوها وهو من صنعاء، وأمه حبشية، عرف بابن السوداء، وأسلم في خلافة عثمان بن عفان، لكن كان منافقاً، أظهر إسلامه وأبطن الكفر، وأخذ ينشر كلاماً عن الخليفة، وبدأ هذا المنافق ينشر الفساد؛ مما أدى إلى اختلاط الأمور على المسلمين في دينهم وسياستهم وأحكم كيده، ونشر العديد من الجماعات التي فتنت بين المسلمين، فانشغلوا بالحرب على بعضهم من قتال الكفار وفتح البلاد، وكان يهدف من إقامة
الفتنة إلى قتل سيدنا عثمان وتفرقة المسلمين. السياسة المالية عند عثمان بن عفان أثارت
الفتنة وذلك بسبب ثرائه، وقالوا إنه يصرف على أهله من بيت المال، وكان عثمان شديد الثراء؛ ويعطي من ماله الخاص وليس من مال الدولة، وسيرة عثمان بن عفان تمثل جوانب الإسلام الرحيمة، والتي أمر الله -عز وجل- بها، وهي صلة الرحم.اتهامهم لعثمان بن عفان بإعطاء المناصب الرفيعة لأقربائه اشترط عثمان فيمن يتقدم للوظيفة الكفاءة واللباقة، ونظراً لعدد الأسرة الكبير لديه فقد وجد فيهم من هو كفء، وحرمان الأقرباء من الوظيفة لكونهم أقرباء ليس عدلاً في الإسلام. اتهام الخليفة بما يسمى الإقطاعيات أو القطائع وتعطى للأشخاص نظير الخدمات والاستحقاقات، وقد وجدت في زمن أبي بكر الصديق وعمر. محاسبة العمال على جرائمهم اتُهم الخليفة بتأخره عن محاسبة عماله على جرائمهم؛ ومثال ذلك أنه لم يقم بإقامة حد الشرب على عقبة بن الوليد، وعدم محاسبة مروان بن الحكم، وهذا لحكمة الإمام علي، وعدم التسرع في الأحكام الذي هو أصل الإسلام. إخبار النبي عن
الفتنة
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان بهذه الفتنة، وأنه سيُقتل بها، ودعا الناس أن يكونوا معه؛ لأنه على الحق والهدى، وبين موعد وقوعها، وعظمها فقرنها -صلى الله عليه وسلم- بموته، وبفتنة المسيح الدجال، وذكر استشهاد عثمان بهذه الفتنة، ودخوله جنات الخلد. وأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بالفتنة، وأنه سيُطلب منه ترك الخلافة، وأمره بالرفض، وأن من نجا من هذه
الفتنة فقد نجا، سواءً من كان حينها، ومن سيخوض في الحديث بها؛ وذلك بعدم الخوض بالباطل.نتائج
الفتنة الكبرى أدت
الفتنة إلى خروج معاوية أمير الشام على علي بن أبي طالب، ومنازعته؛ بعدم التهاون في الذين قتلوا أمير المؤمنين عثمان، واختار علي التروي وعدم التسرع في الأحكام، وهذا ما أمر به الدين الحنيف، ونتج عن التنازع بين الإمام علي ومعاوية فئتين: الخوارج حاربوا الإمام علي، وخرجوا عليه عندما قبل التحكيم بينه وبين معاوية. الشيعة الطائفة التي خرجت لمناصرة الإمام علي ووقفوا معه، وتشيعوا له؛ وردوا الحديث النبوي من غير أئمتهم، وأن من ناصر أبا بكر وعمر وعثمان قد خانوا وصية الرسول في استخلاف علي من بعده، وهذا غير ثابت عند أهل السنة. وكان للفتنة وللحرب أثرها البالغ على السنة النبوية؛ لأنها لم تُدون في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم تجمع كشأن القرآن الكريم، فكانت السنة النبوية قبل
الفتنة محل ثقة ورواتها ثقات، لكن أدت
الفتنة إلى التنازع، وورد بعض السنة النبوية من الخوارج من غير أئمتهم؛ لأنهم ظنوا أن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين قبلوا تحكيم علي بعد انتصاره ليسوا محل ثقة في رواية الحديث، وكذلك الشيعة.