المرحلة الملكية، أو المرحلة الذهبية في عمر الإنسان، هي إحدى المراحل التي يمر بها الإنسان وفقًا لنظرية سيجموند فرويد في علم النفس. وتعتبر هذه المرحلة الأخيرة في تطور الشخصية وتستمر حتى نهاية حياة الفرد. ترتبط المرحلة الملكية بمفهوم النضج والاستقلالية.
في هذه المرحلة، ينضج الفرد ويصبح قادرًا على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الحكيمة والمستقلة. يكتسب الشخص خبرة وثقة في نفسه ويتقبل دوره في المجتمع والعالم بشكل عام. وتتميز المرحلة الملكية بالاستقرار النفسي والعاطفي والقدرة على تحقيق التوازن بين الاحتياجات الشخصية والاجتماعية.
من الجدير بالذكر أن هذه النظرية تعتبر نظرية نفسية وتم تطويرها في القرن العشرين، ولا تعكس بالضرورة تطورات البحوث الحديثة في علم النفس والعلوم السلوكية. يجب أخذ ذلك في الاعتبار عند مناقشة أو استخدام هذه المفاهيم.
المرحلة الملكية هي مرحلة عمرية يصل فيها الانسان الى وعي عالي في التعامل مع الحياة، ويصبح فيها الانسان ناضجا عقليا ونفسيا وفكريا، ويمتلك فيها زمام حياته ويشعر بالسلام الداخلي.
وتعتبر هذه المرحلة العمرية النقطة التي تتسع فيها المدارك وتتعمق فيها النظرة ويتسع فيها الصدر، وهي مرحلة تتشكل بعد جملة من الخبرات وسلسلة من التجارب والكثير من المواقف التي اختبرها صاحبها في الحياة.
وهي مرحلة ليس متعلقة بعمر محدد، حيث يمكن ان يصل اليها الانسان في عمر الشباب أو في عمر الشيخوخة، والمهم أنه في هذه المرحلة بالذات يصل الانسان الى قمة النضج العقلي والنفسي ويتعامل فيها مع الحياة بعقل واع وفكر يقظ، فيتعلم منها أشياء مهمة، وإن وصل إليها متأخرًا. فأن يصل إليها الانسان متأخرا خير له من أن لا يصل إليها أبدا.
و في النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية، فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد!
لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء وأذكياء وسعداء، و عندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها!
لكي تصل للمرحلة الملكية في حياتك يجب أن تكتسب ثقة عالية في النفس أولا، وأن تحتكم الى العقل وليس العواطف، والتأمل في الحياة والوجود، والنظر الى الأمور بوعي، والترفع عن الصغائر، وعدم التدخل في شؤن الاخرين بفضول، وتجنب النقاشات التافهة والجدالات البيزنطية التي لا طائل منها.
وكذلك لا تقارن نفسك بأحد، ولا تسلم عقلك لأحد مهما كان، ولا تسعى لإبهار احد واثارة الاعجاب، بل استمتع بحياتك بعيدا عن تفاهات البشر، اجعل تحسين حياتك غاية اهتمامك، وتسامح مع الناس، ولا تنتظر شكرا ولا اهتماما من احد، وكن مدركا أن الناس ليسوا ملائكة، وكن ودودا نحو الجميع.
المرحلة الملكية ليست مفهومًا محددًا في علم النفس الحديث، لذلك لا يوجد قائمة ثابتة من العلامات المحددة لهذه المرحلة. ومع ذلك، إليك بعض السمات المشتركة التي قد تتواجد عند الأشخاص الذين يمرون بمرحلة النضج والاستقلالية:
يكون لدى الأشخاص في المرحلة الملكية ثقة عالية في النفس، ولا يتأثرون بآراء الأخرين فيهم، ولا يهتمون لكلام الناس، ويتصفون بالثقة في قدراتهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات والمواقف المختلفة.
يكون الأشخاص في هذه المرحلة قادرين على تحمل المسؤولية عن قراراتهم وأفعالهم ويتقبلون العواقب المحتملة لها.
يتمتع الأشخاص في المرحلة الملكية بالقدرة على الاعتماد على الذات واتخاذ القرارات الخاصة بهم بشكل مستقل، دون الحاجة إلى توجيه أو تأييد الآخرين لهم.
يتمتع الأشخاص في هذه المرحلة بتوازن نفسي وعاطفي، حيث يملكون ثباتًا نسبيًا في مشاعرهم وردود أفعالهم.
يتمتع الأشخاص في هذه المرحة بالقدرة على التفكير الناقد والمنطقي بعيدا عن التحيزات العاطفية، ويقومون بتقييم الأفكار والمعتقدات بناءً على أدلة علمية ومعلومات حقيقية، وليس على التصورات والاعتقادات السائدة.
يظهر الأشخاص الذين وصلوا الى المرحلة الملكية من أعمارهم قدرًا كبيرا من التسامح والاحترام للآخرين، وقدرتهم على فهم وتقبل وجهات نظر مختلفة بسعة صدر.
يرجى ملاحظة أن هذه السمات ليست صارمة ومطابقة لجميع الأشخاص في المرحلة الملكية من حياتهم