منتديات هرقلة ستار




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات هرقلة ستار، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد


15-03-2024 16:54

معلومات الكاتب ▼
إنضم في : 24-03-2022
رقم العضوية : 1
المشاركات : 652
الدولة : تونس
قوة السمعة : 100
بسم الله الرحمان الرحيم

مظاهر اليسر في الصوم تعجيل الفطور وتأخير السحورالحمد لله رب العالمين؛ جعل رمضان ربيعا للمؤمنين، وبهجة للموقنين، وفرحا للصائمين. وجعل لياليه أنسا للمتهجدين، وخشوعا للمتدبرين، ولهفة للداعين. وجعل أسحاره بركة للمتسحرين، ولذة للمستغفرين.
من رحمة الله تعالى بعباده أنه لما كلفهم بالعبادة خفف عنهم، وراعى أحوالهم، وجعل لمن لا يطيق الصيام أو يتضرر به عوضا في الإطعام، ومن طرأ عليه ما يمنعه من الصيام أفطر وقضى بعد رمضان؛ رحمة من الله تعالى بأهل الأعذار. وهذا من مظاهر اليسر في الصيام. وثمة مظهر من مظاهر اليسر في الصيام، وهو عام لكل الصائمين؛ ذلكم ما أمر الله تعالى به من الفطور وتعجيله، وما شرعه من السحور وتأخيره؛ فهو رخصة من الله تعالى، وتخفيف على عباده، وإعانة لهم على أداء فريضته. فأما تعجيل الفطور ففور غروب الشمس؛ لقول الله تعالى {ثُمَّ أَتِمُّوا ‌الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]، والليل يبدأ بغروب الشمس؛ لحديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ‌أَقْبَلَ ‌اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» »  (رواه الشيخان).

ومن تخفيف الله على الصائم: كون السنة في تعجيل الفطر؛ لتشوق الصائم إلى الشراب والطعام؛ جراء العطش والجوع؛ وذلك لئلا يظن ظان أن في تأخير الفطور زيادة أجر بكون الصوم أطول؛ لحديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ ‌النَّاسُ ‌بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ»  (رواه الشيخان)، وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ ‌بِفِطْرِهَا ‌النُّجُومَ».
وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «‌لَا ‌يَزَالُ ‌الدِّينُ ‌ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ؛ لِأَنَّ الْيَهُودَ، وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»  (رواه أبو داود). 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية «وهذا نص في أن ظهور الدين ‌الحاصل ‌بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى». ومعلوم أن اليهود والنصارى شددوا فشدد الله تعالى عليهم، وتكلفوا والله تعالى لا يحب المتكلفين، فكانت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم شريعة يسر وسماحة، مجافية لما كان عليه أهل الكتاب من التشديد والتكلف.
ومن مظاهر التيسير في الصيام: تأخير السحور إلى ما قبل طلوع الفجر؛ لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور، ووصفه بالبركة؛ كما في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ ‌فِي ‌السَّحُورِ ‌بَرَكَةً»  (رواه الشيخان).

ودخل رجل عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَسَحَّرُ فَقَالَ: «إِنَّ السَّحُورَ ‌بَرَكَةٌ ‌أَعْطَاكُمُوهَا اللهُ، فَلَا تَدَعُوهَا»  (رواه أحمد).
 وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: «دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ:  «هَلُمَّ إِلَى ‌الْغَدَاءِ ‌الْمُبَارَكِ»  (رواه أبو داود).
وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يَكَرِبَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِغَدَاءِ السُّحُورِ فَإِنَّهُ هُوَ ‌الْغَدَاءُ ‌الْمُبَارَكُ»  (رواه النسائي).

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
مظاهر ، اليسر ، الصوم ، (تعجيل ، الفطور ، وتأخير ، السحور) ،