الشاي الأخضر، ويُقال الأتاي أو تيه.
هو صيني الأصل، وعالمي الشهرة، وسوداني اللون، وحلالي الشرب.
لا زمان له، ولا وقت له، ولا مكان له، يُشرب في الليل والنهار، والصيف والشتاء، يحبه العالم والجاهل، والكبار والصغار، والرجال والنساء.
زاده الماء والسكر والنعناع، وإن زِيد فيه الزنجبيل والقرنفل، صار عذبًا سلسبيلًا.
شاربه لا يملُّ ولا يَسمن، ولا يضرُّه ولا يطغيه، الغني والفقير فيه سواء.
من أسراره أنه يجمع بين المكرهين في مجلس واحد، وينشط الذاكرة والجسم، ومتى هيَّأته أتى إليك الناس أفواجًا أفواجًا، ويفتح باب الحوار بين الناس، ويطوِّل حديث المجلس، ومن أراد السهر فعليه به، أو جلب الزبائن فليهيئه في باب محله؛ فسيرى العجب العُجاب.
ومن أسراره أن المرأة التي تريد أن تصير كالحور العين أمام أعين زوجها، فلا تنسَ من تهيئة الأتاي، وإن زوَّدت نفسها بالزنجبيل والقرنفل؛ يُخشى أن تُتهم بالساحرة.
والشاي الأخضر يُطبخ في البيوت والشوارع والإدارات.
جعل الله فيه بركة، وشهرة، ومحبة، حتى قلَّ مبغضوه، وما سمعت له عدوًّا قطُّ.
كل يوم تزداد أسماؤه، ومحبوه، ومشتروه، وبائعه.
فأوَّله انشراح صدر، وثانيه طمأنينة القلب، ومن زاد الثالث فلا يضيق صدره، ولا يندم شاربه طوال يومه.