شهر رمضان نهار وليل ولا يكتمل رمضان إلا بهما فالطاعة موصولة لله فلا يكفي أن تُجْتَنَبُ المباحات في نهار رمضان بل ويجب أن يُجْتَنَبُ ما هو حرام في ليله.
وفي هذا الشهر ليلة فما أجل قدرها وما أعظم أجرها ونرجو الله أن يرزقنا حسن القيام فيها وألا يحرمنا خيرها.
فضلها والترغيب في قيامها:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه».
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر.
وعنها رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع وقد أراني عبد الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد.
وقتها:
عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: انطلقت إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث فخرج فقال قلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر؟ قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً صبيحة عشرين من رمضان فقال: «من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فإني أُرِيت ليلة القدر وإني نُسِّيتُها وإنها في العشر الأواخر وفي وتر وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء».
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني كنت أُرِيت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمراً يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها».
الدعاء في ليلة القدر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
لقد ثبت من الأحاديث الشريفة الصحيحة أنها تأتي في الوتر من العشر الأواخر (الحادي والعشرين، الثالث والعشرين، الخامس والعشرين، السابع والعشرين، التاسع والعشرين). ولعلَّها لم تُحَدَّد بشكل قطعي حتى يجتهد المسلمون في طلبها في العشر الأواخر بالقيام والدعاء. والله تعالى أعلى وأعلم ونسبة العلم إليه أسلم.