لا تفكر كثيرًا هي النصيحة الأكثر انتشارًا في عصرنا الحالي، وذلك لأن أضرار كثرة التفكير مروعة سواء كان ما تفكر به إيجابيًا أو سلبيًا، فأنت تنفصل عن الواقع برغبتك، وتقع فريسة لأفكارك التي قد لا تتركك إلا مصابًا بالمزيد من القلق الذي يصل إلى الاكتئاب.
<figure class="image"></figure>نتحدث هنا عن التفكير المفرط، فالتركيز والتفكير في بعض الأمور قد يكون صحيًا، لكن كثرة التفكير له أضرار أثبتتها العديد من الدراسات، ومن هذه الأضرار ما يلي:
الضرر الجسدي
الإصابة بالأرق وصعوبات النوم، لأن كثرة التفكير تسبب الضغط على الأعصاب وعدم القدرة على العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ ليلًا، وهو ما يتركك تشعر بالتعب طوال اليوم التالي.
مع تكرار الأمر يفرز جسدك المزيد من كورتيزول المسؤول عن التوتر في الجسم ويؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم.
يعاني البعض من الأمراض المناعية بسبب فرط التفكير أو ينتهي به الأمر إلى الإصابة بأعراض مزعجة من بينها الصداع المستمر وتوتر العضلات بسبب الضغط عليها للتركيز في أمر ما.
يمكن أن تصاب بالقولون العصبي وعسر الهضم بسبب كثرة التفكير.
الضرر النفسي
التفكير المفرط هو البداية لطريق لا ينتهي من القلق والتوتر والاكتئاب، كما يُدخل صاحبه في نوبات من المزاج المتقلبوالمتكررة، حيث يشعر الفرد بالنشاط المفاجئ وتحسن الحالة النفسية ثم يرتد إلى النقيض على الفور.
إذا أفرطت في التفكير سوف تصاب بعدم التركيز وعدم الإنجاز في مهام عملك، وقد تعتزل الآخرين وتصاب بالوحدة وتنسحب من الأنشطة التي اعتدت المشاركة بها.
يجب أن تسرع خطاك للتخلص من التفكير الزائد، وحتى لا تتعرض للانتكاسات الناتجة عنه ومن أفضل الطرق التي تساعدك على التخلص من التفكير الزائد ما يلي:
تغيير طريقة التفكير
حاول أن تحصر التفكير السلبي في مكانه الصحيح وتتأكد من أن مشاعرك بالكامل لا تحمل هذا النوع من الأفكار، ومن الأشياء التي تساعدك على هذا الأمر هو تدوين هذه الأفكار وتقييمها.
تحدى أفكارك السيئة وادعم موقفك بالأدلة ومن الممكن أن تقلل من قيمة الأفكار السلبية حتى تتخلص منها تمامًا.
ركز على التفكير الإيجابي والواقعي ولا تركض خلف الأوهام، وستلاحظ تناقص عدد الساعات التي تقضيها في التفكير.
تعلم أساليب الاسترخاء
يجب أن تتعلم الأساليب المتاحة للاسترخاء ومنها تمارين التنفس التي تعمل على تهدئة عقلك وتقليل التوتر والقلق، كما تساعدك على تحسين جودة الأفكار والتركيز على الأفكار الإيجابية منها فقط.
تعلم بعض تمارين الكارديو لتحسين صحة الجسم والعقل، وسوف تساعدك على طرد الأفكار السلبية تمامًا.
تغيير أسلوب الحياة
غير نمط حياتك كي تشتت أفكارك، وذلك من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وفي وقت محدد من اليوم والحصول على قدر كاف من النوم الصحي والسليم.
ابتعد عن التدخين وشرب المشروبات الغنية بالكافيين بكثرة واستبدلها بالأعشاب المهدئة، كما يمكنك التركيز أكثر على اختيار الطعام الصحي المناسب لك.
العلاج النفسي
إذا كان التفكير بكثرة يعيق مسيرتك في الحياة، يجب أن تستشر طبيبك النفسي لتحديد العلاج المناسب لك سواء كان علاجًا دوائيًا أو علاج نفسي من خلال بعض أساليب تعديل السلوك وطريقة التفكير.
لا ينتج التفكير الزائد عن الحد بين يوم وليلة، ولكنه ناتج عن الكثير من الأسباب التي تقف خلفه وتجعلك تدفن نفسك بين تلك الأفكار التي تسيطر عليك بالكامل ومنها ما يلي:
العوامل الوراثية
صدق أو لا تصدق ولكن بعض الاضطرابات المرتبطة بالتفكير الزائد والقلق ترتبط بالعوامل الوراثية، والتي ترثها من خلال جينات الأهل المصابين بالأمر نفسه.
التجارب السلبية من الطفولة
يتأثر الفرد بطفولته أكثر مما يتوقع بل تظل العلامات التي تركتها على حياته حتى الممات في بعض الأحيان، لذلك بعض التجارب السلبية بتلك المرحلة قد تدفعك إلى التفكير الزائد مثل التعرض للإهمال أن المعاملة بعنف أو الخوف الشديد.
ضغوطات الحياة
بالطبع تعتبر من أولى العوامل التي تؤدي إلى التفكير المفرط والقلق، فمع التعرض للضغوطات اليومية من خلال الأسرة والعمل والمجتمع بالإضافة إلى المشكلات المالية، تجد نفسك ضحية التفكير الزائد في كل ذلك، ولا يمكنك التوقف عن القلق،خاصة وأن الكثير من هذه الأشياء يرتبط بحياتك بشكل وثيق ومدى تقدمها.
الأمراض
تدفعك الإصابة ببعض الأمراض إلى التفكير الزائد والتوتر ومنها الأمراض المرتبطة بالغدة الدرقية وأمراض القلب والتي تتركك تعاني من أعراض تشبه الاكتئاب مما يزيد من حدة التفكير ويجعل أقل الأشياء تتسبب في توترك وقلقك.
يجب أن تعلم أن بعض الأدوية لها آثارًا جانبية تسبب القلق لذلك إذا كنت تتعاطى أي دواء في فترة ما ولاحظت أن تفكيرك بدأ يزداد نشاطه عليك التأكد من الطبيب المعالج أن ذلك ليس بسبب الدواء الذي تستخدمه
العامل النفسي
تؤثر العوامل النفسية بقوة على تفكيرك وطريقة رؤيتك للأشياء، ويمكنك الإصابة بفرط التفكير إذا كنت تعاني من بعض الهلاوس أو الوسواس بأنواعه واضطرابات القلق والهلع.
بعض ممن يعانون من فقدان الثقة بالنفس لديهم مشاكلهم الخاصة مع التفكير المفرط، وينظرون لأنفسهم بنظرة دونية.
إذا كنت ممن يميلون إلى المبالغة في التفكير في الأشياء وتفاصيلها والتدقيق، ستكون تلك المشكلة من أخطر أسباب القلق والتوتر لديك، حيث لا يستوعب عقلك كل هذا الكم من التركيز والتدقيق.
توقع الأسوأ والتشاؤم من الممكن أن يزيد من خطورة التفكير، حيث يصبح هناك ضغطًا من التفكير العادي وآخر من التفكير بسلبية متزايدة قد تعيق حياتك
كل تلك العوامل قد تؤدي وحدها أو مجتمعة إلى زيادة المساحة التي يشكلها التفكير في حياتك، وخاصة إذا تعرضت إلى موقف صادم غير من حياتك بشكل مفاجئ ولم تستطع التعامل معه على النحو المطلوب، والتأكد من تخلصك من مشاعره السلبية المسيطرة عليك.
أضرار كثرة التفكير
قد تدمر حياتك فاحذرها، واعمل على التعرف على أسباب التفكير المستمر وقم بالقضاء عليها في مهدها حتى لا تقم هي بالقضاء عليك.