منتديات هرقلة ستار






الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من الرد أو إضافة موضوع.


07-11-2025 08:14

معلومات الكاتب ▼
إنضم في : 24-03-2022
رقم العضوية : 1
المشاركات : 1119
الدولة : تونس
قوة السمعة : 100
بسم الله الرحمان الرحيم

 

أظهرت دراسة حديثة أن المشي اليومي بواقع 5000 إلى 7500 خطوة تقريباً يمكن أن يساهم في تقليل سرعة تراجع القدرات العقلية لدى الأشخاص الذين يظهرون علامات مبكرة مرتبطة بمرض ألزهايمر. وتعد هذه النتائج خطوة مهمة في فهم كيفية تأثير النشاط البدني المعتدل على صحة الدماغ وتأخير ظهور الأعراض المعرفية.
الدراسة شملت نحو 300 مشارك تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عاماً، جميعهم لم يكونوا مصابين بالخرف عند بداية البحث، لكن بعضهم أظهرت فحوص التصوير العصبي تراكم بروتينات مرتبطة بمرض ألزهايمر مثل بيتا‑أميلويد والتاو. تم تزويد المشاركين بأجهزة لقياس عدد الخطوات اليومية، مع متابعة دورية للوظائف الإدراكية ومستويات البروتينات العصبية في الدماغ.
النتائج الأساسية
المشاركون الذين مشوا بين 3000 و5000 خطوة يومياً أظهروا تأخيراً تقريبياً في بدء التدهور المعرفي لمدة تصل إلى ثلاث سنوات مقارنة بمن كانوا أقل نشاطاً.
أولئك الذين تجاوزوا 5000 خطوة يومياً سجلوا تباطؤاً أكبر في التراجع المعرفي، مع إمكانية تأخير يصل إلى سبع سنوات في مقارنة بمجموعة النشاط الأقل.
الدراسة لم تثبت علاقة سببية مباشرة، لكنها أظهرت ارتباطاً واضحاً بين زيادة عدد الخطوات اليومية وانخفاض تراكم بروتين التاو في الدماغ، وهو أحد العلامات المبكرة لتطور مرض ألزهايمر.
تفسير العلماء للنتائج
يرى الباحثون أن المشي اليومي يساهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعزز تزويد الخلايا العصبية بالأكسجين والمواد الغذائية الضرورية. كما يقلل النشاط البدني المعتدل الالتهابات المزمنة ويحفز إنتاج عوامل نمو عصبية تدعم صحة الخلايا العصبية وتعزز اتصالاتها. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد المشي في تباطؤ تراكم بروتينات ألزهايمر وربطها بالضرر الوظيفي للخلايا العصبية.
أهمية البحث
تبرز أهمية هذه الدراسة في كونها تقدم استراتيجية بسيطة، منخفضة التكلفة، وسهلةالتطبيق للوقاية من التدهور المعرفي المبكر. الأرقام التي توصي بها الدراسة (5000‑7500 خطوة) أكثر واقعية من هدف 10 آلاف خطوة الذي يصعب تحقيقه يومياً بالنسبة للكثيرين، ما يجعل هذه التوصية قابلة للتطبيق على نطاق واسع. الدراسة ركزت على الأشخاص في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض، ما يوفر فرصة للتدخل المبكر قبل حدوث الضرر الوظيفي.
الأمور الواجب مراعاتها
بما أن الدراسة ملاحظة، فلا يمكن التأكيد على أن المشي وحده هو السبب المباشر لتأخير التراجع المعرفي، فقد تكون هناك عوامل أخرى مثل التغذية أو الوراثة أو نمط الحياة العام.
المشاركون كانوا في الفئة العمرية 50‑90 عاماً ولم يعانوا من الخرف عند بداية الدراسة، لذا النتائج قد لا تنطبق على جميع الفئات العمرية أو على المصابين بمرض ألزهايمر المتقدم.
عدد الخطوات تم قياسه لفترات محدودة، وليس متابعة مستمرة طوال مدة الدراسة، مما قد يقلل من دقة القياس على المدى الطويل.
لم تحدد الدراسة بعد الجرعة المثلى من المشي من حيث عدد الخطوات، السرعة، أو التضاريس لتحقيق أقصى فائدة.
كيف يمكن الاستفادة من النتائج
يمكن للبالغين، وخصوصاً من هم في منتصف العمر أو أكبر، السعي للوصول إلى نحو 5000‑7500 خطوة يومياً كهدف واقعي للحفاظ على صحة الدماغ. البدء بمستوى أقل وزيادته تدريجياً هو خيار عملي لمن هم غير نشطين حالياً. تنويع المشي، مثل زيادة السرعة أو اختيار تضاريس مختلفة، قد يعزز الفوائد، مع مراعاة أن المشي جزء من نمط حياة شامل يشمل التغذية الجيدة، النوم الكافي، النشاط البدني الإضافي، والتواصل الاجتماعي.
الخلاصة
بينما هناك حاجة لمزيد من التجارب العشوائية لتأكيد النتائج بشكل قاطع، توفر هذه الدراسة دليلاً قوياً على أن النشاط البدني المعتدل اليومي، حتى بقدر بسيط مثل 5000 خطوة، يمكن أن يكون وسيلة عملية وفعالة لتأخير التدهور المعرفي المرتبط بمرض ألزهايمر. هذه الخطوة البسيطة والمتاحة للجميع تعكس إمكانية تأثير نمط حياة صحي على الوقاية من الأمراض العصبية المستقبلية.
  

مع تحيات منتديات هرقلة ستار

الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من الرد أو إضافة موضوع.




الكلمات الدلالية
اليومي ، الإصابة ، بالزهايمر ،