منتديات هرقلة ستار






الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من الرد أو إضافة موضوع.


  • ذكاء إصطناعي
07-11-2025 08:19

معلومات الكاتب ▼
إنضم في : 24-03-2022
رقم العضوية : 1
المشاركات : 1119
الدولة : تونس
قوة السمعة : 100
بسم الله الرحمان الرحيم

في السنوات الأخيرة، ازداد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم النفسي من خلال روبوتات الدردشة الذكية. هذه التقنيات تقدم وعودًا كبيرة لتوسيع الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، خصوصًا في المناطق التي تعاني من نقص في الأخصائيين النفسيين. ومع ذلك، أثارت دراسة حديثة أجرتها جامعة براون الأمريكية مخاوف جدية حول مدى التزام هذه الروبوتات بالمعايير الأخلاقية الأساسية، وضرورة وضع أطر واضحة لتنظيم استخدامها لضمان سلامة المستخدمين.
تأتي هذه المخاوف في وقت يشهد فيه العالم تحولًا متسارعًا نحو الرقمنة في الرعاية الصحية، وهو ما يفرض إعادة تقييم قدرة هذه الروبوتات على التعامل مع الحالات النفسية الدقيقة والمعقدة. الدراسة تؤكد أن التقدم التكنولوجي لا يمكن أن يكون بديلاً عن الرعاية البشرية، وأن أي استخدام للذكاء الاصطناعي في هذا المجال يجب أن يرافقه إشراف مهني صارم.
تفاصيل الدراسة
طور باحثو جامعة براون إطار عمل قائمًا على ممارسات الخبراء لتقييم المخاطر الأخلاقية المرتبطة باستخدام روبوتات الدردشة كمعالجين نفسيين. وحددوا 15 نوعًا من المخاطر المحتملة، شملت احترام الخصوصية، التعامل مع الأزمات الطارئة، تقديم نصائح دقيقة وآمنة، والحفاظ على التوازن النفسي للمستخدمين.
أظهرت نتائج الدراسة أن معظم الروبوتات تفشل في عدة مجالات أساسية. على سبيل المثال، تقدم بعض الأنظمة استجابات عامة وغير محددة قد تعزز الأفكار الخاطئة أو الأوهام لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية. كما تبين أن هذه الروبوتات قد تزيد من شعور الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية، ما يجعل الأفراد أقل ميلًا لطلب المساعدة من أخصائيين مؤهلين.
المخاطر الأخلاقية الأساسية
غياب التفاعل الإنساني
العلاج النفسي يعتمد بشكل كبير على التعاطف والتفاعل البشري، وهو جانب لا تستطيع الروبوتات محاكاته بشكل كامل. فقد يؤدي التفاعل مع روبوتات غير عاطفية إلى شعور المستخدمين بالعزلة أو عدم الفهم، مما يقلل من فعالية الدعم المقدم.
عدم الكفاءة في التعامل مع الأزمات
في الحالات الطارئة، مثل الأفكار الانتحارية أو نوبات الهلع، تفتقر الروبوتات إلى القدرة على تقديم استجابة سريعة وفعالة، أو توجيه المستخدمين إلى الموارد المناسبة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية.
تعزيز الوصمة
بدلاً من دعم المستخدمين، قد تساهم بعض الروبوتات في تعزيز الصور النمطية السلبية حول الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وبالتالي تعرقل جهودهم في طلب المساعدة المناسبة.
نقص المساءلة
نظرًا لأن هذه الأنظمة ليست بشرية، فإنها لا تخضع لمحاسبة مباشرة. أي خطأ أو نصيحة ضارة قد يصعب تتبع المسؤول عنها، ما يترك المستخدمين في موقف غير محمي قانونيًا أو أخلاقيًا.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية طويلة المدى
تشير الدراسات إلى أن الاعتماد المستمر على روبوتات الدردشة الذكية قد يؤدي إلى اعتماد نفسي مفرط على التكنولوجيا، بدلاً من تنمية مهارات التأقلم الذاتي أو البحث عن الدعم البشري. هذا الاعتماد قد يقلل من قدرة الفرد على مواجهة الضغوط النفسية الواقعية ويخلق شعورًا زائفًا بالأمان، ما يزيد احتمالية تفاقم الأعراض على المدى الطويل.
التحديات القانونية والتنظيمية
غياب الأطر القانونية والتنظيمية الواضحة يجعل مستخدمي الروبوتات عرضة للمخاطر، دون وجود حماية أو جهة مسؤولة. الأخطاء أو الإرشادات غير المناسبة التي تقدمها الروبوتات يمكن أن تكون سببًا في تفاقم الحالات النفسية، وهو ما يستدعي تدخل السلطات لوضع ضوابط صارمة وضمان سلامة المستخدمين.
خاتمة
بينما تتيح روبوتات الدردشة الذكية إمكانيات كبيرة لتوسيع الوصول إلى الدعم النفسي، فإن الاستخدام غير المنظم قد يخلق مخاطر صحية وأخلاقية جدية. تطوير هذه التقنيات بشكل مسؤول، مع مراعاة المعايير الأخلاقية والتثقيف الرقمي، يضمن تقديم دعم نفسي آمن وفعّال،مع الحفاظ على قيمة التفاعل البشري الضروري للعلاج النفسي.

مع تحيات منتديات هرقلة ستار

الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من الرد أو إضافة موضوع.




الكلمات الدلالية
روبوتات ، الدردشة ، المعتمدة ، الذكاء ، الاصطناعي ، معايير ، الأخلاق ، النفسية ،