يحكى أن رجلًا كان لديه جمل ضخم (بعير) فأراد أن يسافر إلى بلد بعيد، فجعل يحمل متاعا كثيرا فوق ظهر ذلك الجمل، حتى كوم فوق ظهره مايحمله أربعة جمال! فبدأ الجمل يهتز من كثرة المتاع الثقيلة حتى بدأ الناس يستنكرون ويصرخون في وجه صاحب الجمل: يكفي ماحملت عليه!. إلا أن صاحب الجمل لم يهتم لإستنكارهم، بل أخذ حزمة من القش فجعله فوق ظهر البعير، وقال هذه خفيفة وهي آخر المتاع، فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضًا، فتعجب بعض الناس الذين إلتحقو بهم وقالوا: قشة
قصمت ظهر البعير. والحقيقة إن
القشة لم تكن هي
التي قصمت ظهر البعير، بل إن الأحمال الثقيلة هي
التي قصمت ظهر
البعير الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط على الأرض.
يوضح هذا
المثل العربي القديم بأنه حتى
البعير القوي الشديد، القادر على أن يحمل على ظهره قدرًا كبيرًا من الأثقال، يصل حدًا قد تؤدي زيادة قشة خفيفة فوق حمله، إلى كسر ظهره وهلاكه، أي يجب عدم الاستهانة بصغائر الأمور بعد تراكم عظائم الأمور .
وحسب «معجم التعابير الاصطلاحية في العربية المعاصرة: عربي - عربي» للدكتورة وفاء كامل فايد فإنَّ «القَشَّةُ
التي قَصَمَت ظَهرَ البَعير: الشَّيءُ البسيطَ الذي أدَّى إلى حدوث الكارثة». وحسب «معجم الأمثال العربية» «(198) القَشَّة
التي قصمت ظهر البعير: لكل حيوانٍ قدرةٌ خاصةٌ في تحمل الأعمال، فإذا زاد الحِمل عن الطاقة، عَجز الحيوانُ عن حملة مهما كان قليل الوزن كالقشة، وهذا الأمر يُشبه الإنسان في حياته، فهناك طاقةٌ معينة لتحمله أعباء الحياء ومشكلاتها، ورُبما تأتي مُشكلةٌ هينةٌ فوق مُشكلاته لا يستطيع معها الإنسان مواصلة الصمود فينهار.» وأنَّ
المثل يُستعمل للتَعبير عن زيادةِ المُشكلات عن طاقة التََّحمل.