من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج آلام الأقدام خِضابُ الأقدام بالحِنَّاء؛ ودليل ذلك حديث سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((ما كان أحدٌ يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا في رأسه إلا قال: احْتَجِمْ، ولا وجعًا في رجليه، إلا قال: اخضِبْهما))؛ [رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني في صحيح السنن: 3858].
وأما تزيُّن الرِّجال بالحِنَّاء، فإن خِضاب اليدين والرجلين بالحناء من زينة النساء، وليس من زينة الرجال؛ فقد روى أبو داود والنسائي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((أومت امرأة من وراء ستر بيدها: كتابٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال: ما أدري أيَدُ رجلٍ أم يد امرأةٍ؟ قالت: بل امرأة، قال: لو كنتِ امرأةً لَغيَّرتِ أظفاركِ؛ يعني بالحناء))؛ [حسنه الألباني في "صحيح أبي داود"]، قال في (عون المعبود): "وفي الحديث شدة استحباب الخضاب بالحنَّاء للنساء"، وروى أبو داود (4928) عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بمخنَّثٍ قد خضَّب يديه ورجليه بالحنَّاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال هذا؟ فقيل: يا رسول الله، يتشبه بالنساء، فأمر به، فنُفِيَ إلى النَّقِيع))؛ [صححه الألباني في "صحيح أبي داود"]، وقال النووي: "إسناده فيه مجهول"؛ قال الإمام النووي: "أما خِضاب اليدين والرجلين، فمستحبٌّ للمتزوجة من النساء للأحاديث المشهورة فيه، وهو حرام على الرجال، إلا لحاجة التداوي ونحوه"، وقد اعتبر ابن حجر المكي الهيتمي خَضْبَ الرجل ليديه وقدميه من كبائر الذنوب".