الطب النبوي هو مصطلح يطلق على مجموعة النصائح المنقولة عن النبي محمد ﷺ تتعلق بأمور طبية الذي تطبب بها هو ووصفها لغيره، ووصلت على شكل أحاديث نبويه بعضها علاجي وبعضها وقائي، لم يستخدم مصطلح الطب النبوي على عهد النبي ﷺ ولا الصحابة ولا الخلفاء الراشدون إنما ظهرت في شكل أحاديث بدأ تجميعها على يد ابن قيم الجوزية في كتابه الطب النبوي وكتاب زاد المعاد وقام أيضاً الإمام مالك من تجميع هذه الأحاديث.
لا يصنف الطب النبوي ضمن علوم الطب أو بديل عن الاستعانة بالأطباء، فقد حث النبي محمد على تعلم الطب وعدم التداوي عن جهل وفي حديث ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
<blockquote>
(من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن)
</blockquote>
كما ورد عن النبي ﷺ أنه أوصى المسلمون وقتها بالاستعانة بالحارث بن كلدة الذي لقب بطبيب العرب، وقال القفطي:
<blockquote>
«وأدرك الحارث بن كلدة الإسلام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيسأله عن علته».
</blockquote>
على مر التاريخ شكك العديد من العلماء والفقهاء في صحة ما سمى بالطب النبوي وبعضهم رفض هذا المصطلح وأعتبروه مستحدثاً، فقد رفض ابن خلدون فكرة إلهية الطب النبوي ونفى صلة هذا بالوحي، وأعتبره مجموعة من الموروثات الجِبلية التي انبثقت من البيئة العربية التي كان يعيش فيها رسول الله لا أكثر، كذلك لسان الدين ابن الخطيب الذي قال إن «الشريعة لا تتعرض لمسائل الطب وحوادث الطبيعة التي يجب على البشر أن يدرسوها بأنفسهم ويستخدموا حواسهم وعقولهم في سبيل معرفتها».
أعتبر أيضاً الكثير من العلماء أن ما ورد بالأحاديث هو للتداوي والوقاية فقط وليس علاجاً ولا يندرج تحت بند الطب بالمفهوم الصحيح، وأن النبي محمد لم يكن طبيباً واستندوا على واقعة سعد بن أبي وقاص حينما أمره النبي بالاستعانة بطبيب، وأنتقد بعض العلماء من الأزهر الشريف أيضاً استغلال هذا المصطلح للتربح والشهرة والتدليس على العامة والخلط بين الأمور.
أصل المصطلح
يعد الطب النبوي هو تعبير مستحدث وظهر في بدايات القرن الرابع الهجري إذ صنف أبو بكر بن السني (364هـ) كتاب “الطب في الحديث” وصنف أبو عبيد بن الحسن الحراني (369هـ) كتاب “الطب النبوي” وتوالت المصنفات بعدئذ بهذا الاسم لأبي نعيم الأصبهاني (430هـ) وأبي العباس المستغفري (432هـ) وأبي القاسم النيسابوري (406هـ) وغيرهم وصولا إلى القرن الثامن والتاسع الهجريين إذ نجد مصنفات للذهبي (748هـ) وابن قيم الجوزية (751هـ) ثم السخاوي (902هـ) والسيوطي (911هـ) وغيرهم.
تصنيف الأمراض
تصنف الأمراض حسب الطب النبوي إلى نوعين مرض القلوب، ومرض الأبدان، وهما مذكوران في القرآن. يقول ابن القيم: " ومرض القلوب نوعان: مرض شبهة وشك (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا) البقرة 10، ومرض شهوة وغي (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الاحزاب 32. فهذا مرض شهوة الزنا. وأما مرض الأبدان (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) النور61".
أنواع العلاج بالطب النبوي
العلاج بالطب النبوي يشمل ثلاثة أنواع:
1-الأدوية النبوية الطبيعية ويشمل العلاج بالعسل وأبوال الإبل وألبانها وإخراج الدم والعلاج بالكي وبالحجامة والشبرم السنوت والحناء والتمر مثل «تمر العجوة»[17] والتلبينة
2-الأدوية الإلهية وتشمل علاج العين والسحر وغيرهما بالمعوذات والرقى والاغتسال
3-المركب من الأمرين.