شهادة وكلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" أصلُ الدِّين وأساسه، وعنوان النجاة، وبرهان الفلاح، والتي ما خُلِق الجن والإنس إلا للقيام بها حق القيام.. ومعناها لغة: مصدر وحّـد يوحد توحيدا، أي جعل الشيء واحداً. وهذا التوحيد لا يكون إلا بنفي وإثبات، وهما ركنا كلمة وشهادة التوحيد "لا إله إلا الله"، لا إله (نفي)، وإلا الله (إثبات) أي: لا إله معبود بحق إلا الله. ومعناها اصطلاحا وشرعا: إفراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات. قال ابن القيم: "اسم الله دال على كونه مألوهاً معبوداً، تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً، وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب". وقد قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}(الأنبياء:25 ). قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا يا محمد من قبلك من رسول إلى أمة من الأمم إلا نوحي إليه أنه لا معبود في السماوات والأرض، تصلح العبادة له سواي فاعبدون، يقول: فأخلصوا لي العبادة، وأفردوا لي الألوهية. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل". وقال السيوطي عند تفسير آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}(البقرة:255) "أي: لا معبود بحق في الوجود إلا هو". وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (لَمَّا بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إلى نَحْوِ أهْلِ اليمن قال له: إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَاب، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تعالى..) رواه البخاري.
وفضْل شهادة التوحيد "لا إله إلا الله" عند الله عز وجل عظيم، فقد جعلها الله تعالى باب الدخول في الإسلام، وسبب النجاة من النار، ومغفرة الذنوب، ودخول الجنة. والأحاديث النبوية الدالة على فضل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" كثيرة، منها ما رواه البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنْ عبدٍ قال: لا إلهَ إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخَلَ الجنة، قلتُ: وإن زنى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى وإن سَرَق، قلتُ: وإن زنى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى وإن سَرَق، قلتُ: وإن زنى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ على رَغْمِ أنفِأبي ذرٍّ. وكان أبو ذرٍّ إذا حدَّثَ بهذا قال: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذرٍّ). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار) رواه البخاري. وعن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن شَهِدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَه لا شريك له، وأنَّ مُحمَّداً عَبْدهُ ورسولُه، وَأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ وَرَسُوله، وكَلِمَتُه أَلقاها إلى مَرْيم ورُوحٌ منه، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّار حَقٌّ، أَدْخَلَه اللَّهُ الجنةَ على ما كان مِنَ العمل) رواه البخاري. قال النووي: "هذا محمول على إدخاله الجنة في الجملة، فإن كانت له معاصٍ مِن الكبائر فهو في المشيئة (مشيئة الله)، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه)". وقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بالإكثار من قولنا "لا إله إلا الله"، وبَشَّرَ مَنْ كان آخر كلامه في حياته "لا إله إلا الله" بالجنة، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ كانَ آخرُ كلامِهِ لا إله إلَّا اللَّه دخل الجنة) رواه أبو داود .
أقسام وأنواع التوحيد: ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. القسم الأول: توحيد الربوبية، وهو إفراد الله بأفعاله، كالخَلْق والملك والتدبير، والإحياء والإماتة، قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الفاتحة:2). وقال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}(الزمر:62(. والاعتراف بربوبية الله عز وجل لم يخالف فيه إلا شذاذ البشر من الملاحدة الدهْريين.. والقسم الثاني: توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة، أي أنّ العِباد يجب عليهم أن يتوجهوا بأفعالهم إلى الله سبحانه فلا يشركون معه أحداً، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الأنعام:162). وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}(الكهف:110). والقسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. وأسماء الله تعالى وصفاته توقيفية مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية، لا مجال للعقل والاجتهاد فيها، يجب الوقوف فيها على ما جاء به القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأعراف:180)، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى:11).
قال السفاريني الحنبلي في "لوامع الأنوار البهية": "اعلم أن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الصفات، فتوحيد الربوبية أن لا خالق ولا رازق، ولا محيي ولا مميت، ولا موجد ولا معدم إلا الله تعالى، وتوحيد الإلهية إفراده تعالى بالعبادة، والتأله له، والخضوع والذل، والحب والافتقار، والتوجه إليه تعالى، وتوحيد الصفات أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم نفيا وإثباتا، فيثبت له ما أثبته لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه. وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأثبتها إثبات ما أثبته من الصفات، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه، مع ما أثبته من الصفات من غير إلحاد في الأسماء ولا في الآيات". وقال الشيخ ابن عثيمين: "قسَّم أهل العلم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: أحدها: توحيد الربوبية. والثاني: توحيد الألوهية. والثالث: توحيد الأسماء والصفات". وقال الشيخ الشنقيطي في "أضواء البيان": "وقَدْ دَلَّ اسْتِقْرَاءُ الْقُرْآن العظيمِ على أَنَّ تَوْحِيد اللَّه يَنْقَسم إِلَى ثلاثة أقسام: الأول: توْحِيده في رُبُوبِيَّتِه، وهذا النوع مِنَ التوحيد جُبِلَتْ عليه فِطْرُ الْعُقَلَاء، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف:87). وقال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}(يونس:31).. وهذا النوع مِنَ التَّوْحِيدِ لَا يَنْفَع إِلَّا بِإِخْلَاصِ العبادة لله.. الثَّانِي: تَوْحِيدُه جَلَّ وعلا في عبادته، وضابط هذا النوع مِنَ التوحيد هو تحقيق معنى "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" وَهِيَ مُتَرَكِّبَة مِنْ نَفْيٍ وإِثْبَات، فمعنى النَّفْيِ منها: خَلْعُ جمِيع أَنْوَاع المعْبودات غير الله كَائِنَةً ما كانَتْ في جميع أنواع العبادات كَائِنَةً ما كانَتْ. ومعنى الإثبات منها: إِفْرَادُ اللَّه جَلَّ وَعَلَا وَحْدَه بجميع أنواع العبادات بِإِخلاصٍ، على الْوَجْه الَّذِي شَرَعه على أَلْسِنَة رُسُلِه عليهم الصلاة والسلام.. ومن الآيات الدالة على هذا النوع مِنَ التوحيد قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}(محمد:19). وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(النحل:36). وقوله: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(الأنبياء:108).. والآيات في هذا النوع مِنَ التوحيد كثيرة. النوع الثالث: تَوْحِيدُه جَلَّ وعلَا في أَسْمَائه وصفاته، وهذا النوع مِنَ التَّوْحِيد يَنْبَنِي على أَصْلَيْنِ: الأول: تَنْزِيه اللَّه جَلَّ وَعَلَا عَنْ مُشَابَهَة الْمَخْلُوقِين في صفاتهم، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(الشورى:11). والثاني: الإيمان بما وصف اللَّهُ بِهِ نَفْسه، أَوْ وَصَفه بِه رسولُه صلى الله عليه وسلم على الْوَجْهِ اللَّائِقِ بِكَمَاله وجَلَاله، كما قال بَعْدَ قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} قال: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى:11). مع قطع الطَّمَع عَنْ إِدْرَاك كَيْفِيَّة الِاتِّصَاف، قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}(طه:110)".
فائدة: أقسام التوحيد مِنْ جنس تقسيمات العلماء الأخرى المتعلقة بالأمور الشرعية، مثل تقسيم العلماء الأمْر الشرعي إلى: واجب ومندوب، أو تقسيمهم النواهي الشرعية إلى محرم ومكروه. أو قولهم إن الإيمان قول واعتقاد وعمل. فسائر هذه التقسيمات وغيرها كثير لم ترد في كلام الشارع منصوصاً عليها، وإنما استنبطها العلماء من خلال استقراء النصوص الشرعية. وقد بين العلماء أن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، هو بمثابة شرح وتفسير للتوحيد، وأن أدلة هذا التقسيم موجودة في الكتاب والسنة، وأن هذا التقسيم مأخوذ بالاستقراء منهما. قال الشيخ بكر أبو زيد: "هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف، أشار إليه ابن منده وابن جرير والطبري وغيرهم، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقرره الزبيدي في "تاج العروس"، وشيخنا الشنقيطي في "أضواء البيان" وآخرين.. وهو استقراء تامٌّ لنصوص الشرع، وهو مُطْرَد لدى أهل كل فن، كما في استقراء النُحاة كلام العرب إلى اسم، وفعل، وحرف، والعرب لم تَفُهْ بهذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهذا من أنواع الاستقراء". قال الإمام ابن بطة العكبري (المتوفى سنة 387هـ) في كتابه "الإبانة": "أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخَلْق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء: أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته (توحيد الربوبية) ليكون بذلك مباينا لمذاهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا. والثاني: أن يعتقد وحدانيته (توحيد الألهية) ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره. والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات (توحيد الأسماء والصفات) التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه". وقال الإمام ابن منده (المتوفي سنة 395هـ) في كتابه "كتاب التوحيد في الأقسام الثلاثة للتوحيد فمن تبويباته: "ـ ذِكْر ما وصف الله عز وجل به نفسه ودل على وحدانيته عز وجل، وأنه أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد (توحيد الألهية).. ـ ذِكْر معرفة بدأ الخَلق (توحيد الربوبية).. ـ ذِكْر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة (توحيد الأسماء والصفات) التي تسمى بها وأظهرها لعباده للمعرفة والدعاء والذِكْر". وقد سُئِل الشيخ ابن باز عن هذا التقسيم ومشروعيته فأجاب قائلا: "هذا التقسيم مأخوذ من الاستقراء والتأمل لأن العلماء لما استقرؤوا ما جاءت به النصوص مِنْ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظهر لهم هذا، وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة، وهذا كله بالاستقراء. فلا شك أن من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو توحيد الألوهية، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العُلى، وأنه لا شبيه له ولا كفو له، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات.. ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ورفض ما خالف شرعه، وهذا هو توحيد المتابعة، فهذا التقسيم قد عُلِم بالاستقراء وتتبع الآيات ودراسة السُنة".
شهادة التوحيد "لا إله إلا الله" سبب النجاة من النار، ومغفرة الذنوب، ومفتاح دخول الجنة، وهي متضمنة لأنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ـ وهو توحيد العبادة -، وتوحيد الأسماء والصفات. وأنواع التوحيد الثلاثة متلازمة، فمَنْ أقرَّ بواحدٍ منها لزمه الإقرار بجميعها. قال الشيخ ابن باز: "توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ويدل عليه ويوجبه، وتوحيد الأسماء والصفات: توحيد الربوبية يستلزمه، لأن مَنْ كان هو الخلاق الرزاق والمالك لكل شيء، فهو المستحق لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، لا شريك له، ولا شبيه له، ولا تدركه الأبصار وهو السميع العليم .ومن أتقن أنواع التوحيد الثلاثة، وحفظها واستقام على معناها، علم أن الله هو الواحد حقا، وأنه هو المستحق للعبادة دون جميع خَلْقِه، ومَنْ ضيَّع واحداً منها أضاع الجميع فهي متلازمة".