يبحث العديد من الناس عن
مختصر تاريخ الدولة الأموية لتعزيز ثقافتهم وإثراء معرفتهم بهذه الفترة المهمة من
تاريخ الحضارة الإسلامية، لذا اعتمدنا في هذا الموضوع على عدة مراجع تاريخية تروي موجز سيرة خلافة بني أمية وأهم مآثرهم الحضارية، كما تناولنا أسباب سقوط دولة الأمويين. امتد حكم
الدولة الأموية بين عامي 41 و132 هجرياً (661-750 ميلادياً) وبدأت بتولي أول الخلفاء الأمويين “معاوية بن أبي سفيان بن أمية” الحُكم عقب استشهاد الخليفة علي بن أبي طالب في عام 41 هجرياً.
مختصر تاريخ الدولة الأموية ونسب بنو أمية
الخلفاء الأمويينالنظام الحربيمختصر تاريخ الدولة الأموية الجهادي
التعليم في العصر الأمويمكانة العمارة في زمن بني أميةالأدب بالعصر الأمويأسباب انهيار وسقوط الدولة الأموية
يمتد نسب الأمويين لأمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي، ويجتمع نسبهم مع نسب النبي (صلى الله عليه، وسلم) عند جدهم عبد مناف. في موجز سيرة بني أمية نجد أن جدهم أمية بن عبد شمس من كبار سادات قريش بالجاهلية، ويتساوى مع عمه هاشم بن عبد مناف جد رسول الله (صلى الله عليه، وسلم) في الشرف، ويمتاز عنه بكثرة المال والولد. ظل البيت الهاشمي والأموي في صراع دائم على أحقيتهم في تولي حكم قريش بمكة المكرمة إلى أن جاءت النبوة ببني هاشم، فازدادوا تشريفاً وخاصة بعد اعتناقهم للدين الإسلامي ورفع راية الجهاد في سبيل الله وبذل المال والنفس من أجل نشر الدعوة للإيمان بالله. [2] في
مختصر تاريخ الدولة الأموية نجد نسبة كبيرة من البيت الأموي حاربت الإسلام في البداية، وعلى رأسهم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية وعدد كبير من بني أمية لم يعتنق الإسلام إلا بعد فتح مكة، وكان ذلك في العام الثامن هجرياً (629 م) وبعد ذلك ازداد حماسهم لتعويض دخولهم المتأخر في الإسلام، فحققوا انتصارات كبيرة في فتوحات العديد من الدول مثل فتح الشام. بعد تولي معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام بدأ في التقرب من الرعية بذكائه وسياسته، فأصبح محبوباً وذا سلطة قوية لدى أهل الشام ونتيجة لذلك فور توليه منصب خليفة المسلمين نقل عاصمة الخلافة الإسلامية لمدينة دمشق بالشام ليستقر بها.
الخلفاء الأمويين
في
مختصر تاريخ الدولة الأموية، تولى 14 خليفة أموي الحكم منهم 4 خلفاء امتدت فترات حكمهم على مدى 70 عاما، أما باقي الخلفاء، فامتدت فترات حكمهم لإجمالي 21 عاماً فقط. معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية (من 41 إلى 60 هـ) يزيد بن معاوية (من 60 إلى 64 هـ) معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية (بدأ حكمه، وانتهى في عام 64 هـ) مروان بن الحكم بن أبي العاص (من 64 إلى 65 هـ) عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (من 65 إلى 86هـ) الوليد بن عبد الملك (من 86 إلى 96هـ) سليمان بن عبد الملك (من 96 إلى 99هـ) عمر بن عبد العزيز بن مروان (من 99 إلى 101هـ) يزيد الثاني بن عبدالملك (من 101 إلى 105هـ) هشام بن عبدالملك (من 105 إلى 125هـ) الوليد الثاني بن يزيد الثاني (من 125 إلى 126هـ) يزيد الثالث بن الوليد بن عبد الملك (بدأ حكمه، وانتهى في عام 126هـ) إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك (بدأ حكمه، وانتهى في عام 126هـ) مروان بن محمد بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص وهو آخر خلفاء الأمويين، ويُلقب بمروان الحمار (من 127 إلى 132هـ) مساهمات حضارية بدأ الخلفاء الأمويون بالمساهمة في الحضارة لذلك اهتموا باللغة العربية، وصارت اللغة الرسمية للدولة الإسلامية ولغة الدواوين والعلم والنقد، وانتشر الكُتاب نتيجة لكثرة الدواوين، إذ يتم تعيين عدد من الكُتاب لكل ديوان مثل ديوان الشرطة، الرسائل، القضاء، الخراج والجند. حصل الكُتاب في بحثنا عن
مختصر تاريخ الدولة الأموية على التقدير والمركز المرموق في المجتمع، وكان أحد أبرز هؤلاء الكتاب هو “عبد الحميد الكاتب” في عهد الخليفة مروان بن محمد. من أعمال الخلافة
الأموية الأخرى ظهور وظيفة الحاجب لأول مرة في عصر الأمويين بعد قتل الخوارج للخليفة علي بن أبي طالب ومحاولتهم قتل عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان.
اعتاد الأمويون في موجز تاريخهم اختيار القضاة من الأشخاص المعروف عنهم الزهد والورع، وتقوى الله وامتازوا باحترام أحكام القضاء، وصمموا محكمة للمظالم تعادل محكمة الاستئناف بعصرنا الحالي، وكانت تختص بالنظر في الشكاوى والقضايا التي يصعب على المحاكم التقليدية اتخاذ القرارات فيها، كما اعتاد اللجوء إليها من ظنوا أن القضاة العاديين لن ينصفهم ويحكم بالعدل بينهم. عُقدت هذه المحاكم تحت قيادة والي المدينة أو الخليفة نفسه أو نائب أحدهما في حال عدم وُجود الاثنين. يُعد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هو أول خليفة من بني أمية يجلس في محكمة المظالم لينظر في القضايا، ويحكم بين الناس، في حين كان عمر بن عبد العزيز أول خليفة أموياً يأمر بكتابة الحديث الشريف وتدوينه بشكل رسمي ومنظم من قِبل الدولة.
النظام الحربي
في موجز زمان الأمويين نجد لديهم اهتماماً بالتسليح الحربي، وحققوا الكثير من الإنجازات مثل استحداث الكراديس التي كانت عبارة عن جماعات من الخيول والمقاتلين بالجيش، كما حقق الأسطول الأموي السيادة على مياه البحر المتوسط، ووصل إلى القسطنطينية، فحاصروها ولكنهم لم يفلحوا في فتح ودخول القسطنطينية. إدراكاً من الأمويين أن تطوير
الدولة يتطلب مالاً، أجروا الكثير من الإصلاحات مثل الاهتمام بالموارد المالية وإصلاح أنظمة الري، فبنوا الكثير من القنوات والسدود، واستصلحوا الأراضي للزراعة، وزرعوا الكثير من المحاصيل. ويعتبر يزيد بن معاوية هو أول من اهتم بذلك، إذ حفر مجرى نهر يزيد بمدينة دمشق لمعرفته بفنون الهندسة.
سعى الخلفاء الأمويون لنشر الإسلام حول العالم، فامتدت حدود
الدولة الإسلامية في عهدهم من النوبة في الجنوب إلى القسطنطينية في الشمال، ومن الصين في الشرق إلى المحيط الأطلسي في الغرب، حيث تولى الكثير من شبابهم قيادة فرق الجهاد، وتم تخليد هذه الفتوحات في كتب التاريخ التي تناولت تدوين عصر خلفاء بني أمية.
التعليم في العصر الأموي
حرص خلفاء العصر الأموي على تطوير التعليم، فقام معاوية بن أبي سفيان بإنشاء الكتاتيب التي كانت بمثابة المدارس الابتدائية في ذلك الوقت، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، حيث اهتموا بالفلك، وأنشأوا نظام البريد، بما تطلب ذلك من مراصد للأول، وتخصيص استراحات أو فنادق وخيول للأخير. كما نجد في
مختصر تاريخ الدولة الأموية استحداث الأمويين نظاماً للأوقاف والدواوين والمراسم الرسمية بالدولة والأحباس، ووضعوا أيضاً نظام القضاء والسجلات، بالإضافة إلى نظام الحِسْبة.
مكانة العمارة في زمن بني أمية
حرص الأمويون على التشييد والعمران، فنجد الكثير من القصور ذات الطراز الأموي المعماري الشهير قائمة حتى الآن، مثل قصر عَمْرة بالأردن كما شيدوا الجامع الأموي بمدينة دمشق عاصمة خلافتهم، الذي يحتوي على العديد من الحمَّامات والأسوار والزخارف الجميلة.
الأدب بالعصر الأموي
اهتم الأمويون بالأدب من بداية حكم معاوية بن أبي سفيان الذي أنشأ “بيت الحكمة” الذي اختص بالدراسة والبحث العلمي والأدبي، كما أولوا أهمية كبيرة إلى الكتابة والترجمة التي ازدهرت فكثرت المؤلفات، وجمع الخليفة الوليد بن يزيد ديوان العرب الذي يحتوي على أنسابهم وأشعارهم وأخبارهم.
أسباب انهيار وسقوط الدولة الأموية
1. التزمت للعرب نجد خلال البحث في
مختصر تاريخ الدولة الأموية، أن التعصب للعرب أهم أسباب ضعف وسقوط الخلافة الأموية، إذ اهتموا بالعرب كثيراً، فحصلوا على العديد من الامتيازات والنفوذ، وتقلدوا أعلى المناصب في الدولة؛ مما أغضب الكثير من المواطنين من غير العرب مثل الأعاجم وغيرهم ودفعهم للانضمام للخوارج والشيعة المعارضين للحكم الأموي. 2. محاباة بعض القبائل دون غيرها على الرغم من سعي الدين الإسلامي للتخلص من كافة أشكال العنصرية والتعصب القبلي واستبدالها بالمحبة والأخوة بين جميع المسلمين، إلا أن نزعة التعصب القبلي عادت للظهور من جديد في العصر الأموي، مما ساهم في سقوطها. منح الأمويون بعض الامتيازات لقبائل معينة دون غيرهم؛ مما دفع الكثير من القبائل للثورة عليهم، فاشتد النزاع بين القبائل اليمانية والمضرية، فانتشرت الفتنة وبالأخص في فترة حكم الوليد بن يزيد بن عبد الملك. 3. توريث ولاية العهد للأبناء اجتهد معاوية بن أبي سفيان في جعل المسلمين يبايعون ابنه يزيد خليفة له، فصار نهجاً لكل الخلفاء الأمويين من بعده، مما فتح باباً للفتنة التي برزت في الصراع الذي نشب بين سليمان بن عبد الملك، والذين حاولوا تشجيع شقيقه الوليد على الاستيلاء على الحكم. نتج عن هذا الصراع قتل سليمان بن عبد الملك للكثير من المتآمرين بما في ذلك “قتيبة بن مسلم” و”محمد بن القاسم الثقفي”، وهما قائدان بارزان في الفتوحات الإسلامية، فنتج عن ذلك الكثير من الصراعات؛ مما أدى إلى زوال
الدولة الأموية. ذكرنا أبرز محطات
مختصر تاريخ الدولة الأموية، وأهم مآثر الخلافة
الأموية ودرهم في عدد كبير من الفتوح الإسلامية، كما تم ذكر أهم أعمالهم السياسية والحضارية والعسكرية ودوافع انهيار
الدولة الأموية.