خط
بارليف هو الدليل القاطع على ما يملكه المغتصب الصهيوني من غطرسة عدائية ورغبة في فرض التحكم والسيطرة الكاملة على المنطقة التي يدخلها، كما يشير بناء مثل هذا الخط إلى جبن هذا العدو وضعفه وعنصريته، هذه الصفات التي تجعله يغتصب الأراضي، وسرعان ما يبدأ في تشييد سياج وخطوط للاحتماء بها تحسبًا للهجمات المتوقع شنها عليه في المستقبل، أي أن هذا الخط هو من باب التحصين النابع من الخوف. بعد أن خيم شبح نكسة 1967م، والتي كان من نتائجها دخول العدو الصهيوني إلى شبه جزيرة سيناء وإحكام السيطرة عليها. فما كان من الصهاينة إلا أن قاموا بالاحتماء داخل ما شيدوه من تحصينات للدفاع عن أنفسهم تحسبًا للهجمات المصرية المتوقعة. والتي أصبح من المحتمل أن تشنها القوات المصرية للدفاع أن أراضيها المحتلة. عكف العدو الصهيوني على بناء حصونه الدفاعية بطول الساحل الشرقي لقناة السويس. كما تولى القائد العسكري حاييم
بارليف هذا الصهيوني الذي آل إليه تحمل تكاليف تشييد هذا الخط على امتداد ساحل قناة السويس الشرقي. لذا تم إطلاق اسم خط
بارليف نسبة إلى حاييم
بارليف الذي أنفق حوالي 500 مليون دولار في بناء الخط.
بناء خط بارليفحرب أكتوبر 1973 وتحطيم أقوى الخطوط الدفاعية
بناء خط بارليف
تم بناء خط
بارليف ليتكون من الساتر الترابي الحصين بارتفاع 22 متراً. كما صمم بزاوية ميل انحدارية وصلت إلى 45 درجة. وتميز الخط بوجود نقاط تحصينية عديدة، والتي وصل عددها إلى 20 نقطة وتم تسميتها بمصطلح “دشمة”. وبين الدشمة والدشمة الأخرى ما يقرب من 12 كيلو متر. تولى الجنود الإسرائيليون مهمة المراقبة للعمليات الهجومية التي تتم من الجانب المصري. حيث تم تخصيص حوالي 15 من الجنود الصهاينة للتمركز في كل نقطة من النقاط التحصينية على امتداد هذا الخط الدفاعي. وذلك لاكتشاف محاولات اختراق هذه النقاط من الجانب المصري والإبلاغ عن هذه الاختراقات. كما خصصت مناطق معينة من الحصن لزرع الدبابات. والتي تولت مهمة القصف الفوري عند وجود أي هجوم أو اختراق للخط وتحصيناته. بالإضافة إلى زرع أنابيب من النابالم الحارق أسفل قاعدة خط بارليف، والتي تم توصيلها بقناة السويس ليتمكن العدو من إشعال سطح القناة بالاعتماد على السائل الهلامي القابل للاشتعال سريعًا، ولذلك أمن الصهاينة أنفسهم بهذه الأنابيب وحال شنت القوات العسكرية المصرية أي هجوم من ناحية قناة السويس، فتقوم القوات الإسرائيلية بإشعال النابالم والتخلص من الجنود المصرية حرقًا. كانت طريقة بناء وتحصين خط
بارليف سببًا في اعتباره من أقوى الخطوط الدفاعية التي ذكرها التاريخ، إلا أن هذا الخط لم يسلم من عظمة الجيش المصري وعظمة الخطط العسكرية المصرية التي نجحت في هدم أسطورة خط بارليف، وسجلت ضمن أعظم الخطط العسكرية عبر التاريخ.
حرب أكتوبر 1973 وتحطيم أقوى الخطوط الدفاعية
اندلعت الحرب بين العرب من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى في السادس من شهر أكتوبر سنة 1973م. حيث اجتاز الجيش المصري الخط الدفاعي متقدمًا عن إسرائيل. ومثل خط
بارليف اللعين أزمة حقيقية أمام القوات المصرية التي خططت لعبور قناة السويس والتعمق في سيناء. بدأت الحرب بشن هجمة بالطيران الحربي المصري في ظل ما قام به الجيش المصري من تمويه انصاع له الجيش الصهيوني. كما اعتمد الجيش المصري على اختراق أشعة الشمس للساتر الترابي لخط
بارليف وتأثر قناة السويس وقتها بظاهرة المد والجزر.
قدمت وزارة الزراعة في مصر المضخات التي استخدمت في هدم الساتر الترابي بعد أن اشترت مضخات الضغط العالي، حيث قامت القوات المصرية بتوجيه كميات من المياه وصلت إلى ثلاثة ملايين متر مكعب باتجاه الساتر الترابي الأمر الذي ساعد في هدمه بالكامل، كما تمكن الجنود المصريون من سد أنابيب النابالم الحارقة؛ وبذلك تمكن الجيش المصري من إنهاء أسطورة حصن
بارليف المنيع وإحكام سيطرة القوات المصرية على المناطق التحصينية التي تواجدت على طول الخط. لم تدخل نقطة بودابست المتواجدة بشمال قناة السويس ضمن النقاط التحصينية التي سيطرت عليها القوات المصرية، وواجهتها مدينة بورسعيد وفقًا للخطة الموضوعة من قبل اللواء مهندس باقي يوسف، والذي قدم بخطته فرصة كبيرة ساهمت في الانتصار وحماية أرواح الجنود المصرية وإنقاذهم من الموت.