اسمُه ومولدُه:
هو: أبو الحسنِ
عليُّ بنُ أبي طالبِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ الهاشميُّ القُرَشيُّ، ابنُ عمِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وصِهْرُه.
وُلِدَ في مكَّةَ قبلَ البَعْثةِ بعشرِ سنواتٍ، وبُعِثَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو صغيرٌ، فكان أوَّلَ مَنْ أسلمَ مِنَ الصِّبيانِ.
سيرتُه ومناقبُه:
كان عليٌّ رضي
اللهُ عنه حسنَ الوجهِ، أَدعَجَ العينينِ، وكان فارسًا مِغْوارًا، مُتَّصِفًا بالشَّجاعةِ والبطولةِ، شاركَ معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في كلِّ غزواتِه.
مِنْ أهمِّ أعمالِه رضي
اللهُ عنه: أنَّه فدى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بحياتِه ليلةَ الهجرةِ، حيثُ نامَ مكانَه ليَظُنَّ المشركونَ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يخرجْ بعدُ.
ومِنْ أهمِّ أعمالِه: أنَّه كانَ أحدَ كُتَّابِ الوحيِ، وكانَ موضعَ ثقةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولَمَّا تُوُفِّيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم كان عليٌّ رضي
اللهُ عنه ممَّن باشرَ غسلَه، وقال حينَ نظر إليه:
"بأبي أنتَ! طِبْتَ حَيًّا، وطِبْتَ مَيِّتًا"[1].
وكان رضي
اللهُ عنه مِنْ أعلمِ الصَّحابةِ بالقرآنِ وعلومِه؛ رُوِيَ عنه أنَّه قال:
"سَلُوني عنْ كتابِ اللهِ، فإنَّه ليسَ مِنْ آيةٍ إلَّا وقدْ عرَفتُ بلَيْلٍ نَزَلَتْ أم نهارٍ، وفي سَهْلٍ أم في جبلٍ"[2].
ويقولُ التَّابعيُّ مسروقُ بنُ الأجدعِ:
"انتهى العلمُ إلى ثلاثةٍ: عالِمٍ بالمدينةِ، وعالِمٍ بالشَّامِ، وعالِمٍ بالعراقِ؛ فعالِمُ المدينةِ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وعالِمُ الكوفةِ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، وعالِمُ الشَّامِ أبو الدَّرْداءِ"[3].
تَولَّى عليٌّ رضي
اللهُ عنه الخلافةَ بعدَ عثمانَ رضي
اللهُ عنه، فكانَ الخليفةَ الرَّابعَ للمسلمينَ، أمر بالاحتسابِ في الأسواقِ، وألزمَ التُّجَّارَ بأحكامِ الشَّريعةِ.
وعُرِفَ رضي
اللهُ عنه بتواضعِه، وزُهْدِه في الحياةِ الدُّنيا، وإقبالِه على الآخرةِ؛ فقدْ دخل عليه مرَّةً الأَشْتَرُ النَّخَعيُّ فوجده قائمًا يُصلِّي باللَّيلِ، فقال له:
يا أميرَ المؤمنينَ، صَوْمٌ بالنَّهارِ وسهرٌ باللَّيلِ، وتعبٌ فيما بينَ ذلكَ! فقال له: "سَفَرُ الآخِرَةِ طويلٌ، فيحتاجُ إلى قَطْعِه بسَيْرِ اللَّيلِ"[4].
وفاتُه:
تُوُفِّيَ عليٌّ رضي
اللهُ عنه في ليلةِ الحادي والعشرينَ مِنْ شهرِ رمضانَ عامَ 40هـ، إثرَ جُرْحٍ عميقٍ في رأسِه، نتيجةَ ضربِه بسيفٍ مسمومٍ مِنْ قِبَلِ ابنِ مُلْجِمٍ، أثناءَ إمامتِه للمسلمينَ في صلاةِ الفجرِ بمسجدِ الكوفةِ، مكث بعدَها ثلاثةَ أيَّامٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رضي
اللهُ عنه، عنْ عمرٍ يُناهِزُ 63 عامًا، وكانت مُدَّةُ خلافتِه خمسَ سنينَ.